كنت فى الإبتدائية و فتحت عيونى لأجده أمامى ..فى كل مرة آراه فيها كانت البرائه تصاحب كل نظرة إليه و دقات قلبى تتسارع و ابتسامة عريضة تعلو فمى الذى لا ينغلق حتى ينتهى لقائنا ..
لم أعرف إذا كان هذا ما يدعوه الحب أم إنه مجرد إعجاب و نتيجة صغر سنى و برائتى لم أكن أعرف الفرق
بقى ما بداخلى من حب له يكبر مع الأيام وكنت حتى أدارى حبى له أدعى أنى أنزعج حين أراه و أنه يضايقنى حديثه الذى كنت أستمتع به و أتمنى ألا ينتهى فقد كان صوته موسيقى تعزف بداخل قلبى ..
كنا أطفال صغار يظهر مشاعرنا فى أفعال ساذجة ولكنى أسميها أفعال نظيفة بريئة خالية من الزيف و النفاق
مازلت أذكر أول يوم رأيته فيه .. مازلت أذكر كيف بدا و ماذا كان يرتدى و ماذا كنت أرتدى أنا مازلت أذكر الحديث الذى دار بيننا .. أشتقت إلى ذلك الإحساس الذى كان يملأ قلبى حينها .
بعدما كنت أراه لمدة ثلاث شهور كل مرتان على الأقل فى الأسبوع .. أختفى لمدة 6 شهور لم أراه و لم أكن أعرف عنه شئ ..ولكنى أحتفظت بحبه بداخلى ..
رأيته بعد سنة تقريبا و كان قد أختلف بعض الشئ فقد كبر .. وصار يكبر كل يوم أمام عينى حتى أصبح رجلاً..وكلما كبرنا زاد حبى له ..لم أعرف يوماً لماذا أحبه ؟
حذرنى منه الجميع فقد كانوا يقولون إنه لا يحبك .. لم أصدقهم .
بقيت فى هذا الوهم سنين حتى جاء فى الإعدادية كنت مازلت طفلة .. وقال لى بعد شهرين من الحديث ليلاً ونهاراً معه لا يشغل وقتى و تفكيرى غيره لا أهتم لأحد غيره قال لى إنه يحبنى ..لن أنسى ذلك اليوم قالها الساعة الرابعة فجرا و عندها أنفجرت عينى بالبكاء من شدة الفرح لم أصدق نفسى .. بقيت أبكى و أضحك لمدة ساعة ..
وهكذا بقى حديثنا شهرا يسمعنى أحلى الكلمات و يوعدنى أنه سيبقى معى مهما حدث ...وصدقته .
حتى جاء يوما وقلت لأمى إنى أحبه و إنه أيضاً يحبنى ...
غضب كثيرا عندما علم إننى قلت لها .. لم أعرف لماذا .. ولكن الموضوع أنتهى هنا ..لم نتحدث بعدها ... كان يجئ كل فترة ليحاول فتح حديث جديد وكأن شيئا لم يكن ....وكنت كلما أراه صدفة يفتح الجرح فى قلبى من جديد...لكننا لم نعود مرة أخرى فقد مللت كذبه وكثرة تبريراته و كثرة البنات حوله ولم يحاول يوماُ أن يتنازل عن الكلام معهم من أجلى ..تيقنت إنه لا يحبنى و بدأ حبه يجف شيئا فشيئا حتى توقف حديثنا نهائياً
.............................................................................................................................................
كبرنا وصار لكل واحد فينا حياته قد يكون نسينى ولم يعد يذكر حتى أسمى ولكننى مازلت أذكره .
وجاء اليوم الذى خشيته اليوم الذى
لم أكن قادرة على أن أتخيله يوما وهو أن أراه فى يوم زفافه ! أراه و بجانبه أحداً غيرى !
..............................................
هكذا حكت لى قصتها دون أن تذكر لها عنوان وهكذا كتبتها أنا دون تغير أى حرف مما قالت
ولكننى فى نهاية القصة تعلمت شيئاً أننا حين نحب لا نرى عيوب من أمامنا إلا حين نبعد عن الصورة فنراها كاملة مهما بقينا داخلها لن نراها كاملة .
لا تحارب من أجل شخص فلو كان هذا الشخص قدرك لن تأخذ غيره و إذ لم يكن قدرك مهما فعلت لن تحصل عليه .
الحب يحتاج إلى الجنون بعقل .