Sunday, July 17, 2016

'بعد عامَين'


تغيرت كثيرا 
اصبحت اكثر عنداً مع  الحياة , أقل تقديراً للأمل , أكثر قرباً لليأس 
و أبعد ما يكون عن السعادة 
أدركت ان الحياة ليست تلك الأفلام التى تنتهى مثلما يقودك المنطق 
الحياة تبعد عن المنطق بُعد المشرق عن المغرب 
لا أحسب نفسى خبيرة بها فعمرى لم يتجاوز الثانية والعشرون بعد 
 .. لكن فى عامين زاد عمرى مئة عام 
 أنطفئت روحى بداخلى و بهتت كل الألوان و اصبح كل شئ عادى 
لم يعد هناك ما يجعلنى اضحك تلك الضحكة البلهاء التى تملئ حياتى سعادة 
رأيت العالم كما هو , كل تلك التفاصيل التى سببت ذلك الضجيج بداخلى 
أفقدتنى برائتى و هدوئى النفسى و التعامل مع الحياة بسلام داخلى 
رأيت قبح العالم و نفوس البشر الغير سوَية 
علمت أن خوف أمى لم يكن أكثر مما ينبغى كما ظننت 
هربت منى مرات كثيرة  فأنا أكثر من ضرنى فى تلك الفترة , أوهمت نفسى بكل ما لم يكن حقيقة 
حُملت بأثقال تفوق قدرت احتمالى و رحبت بها كمن أتاه ضيف عزيز 
لم يعد الحديث فى اى نقاش يستهوينى او يثير فضولى , قل كلامى مثل جذر البحر لكن بدون مد يليه 
دفنت معظم وقتى بين الكتب و الروايات والأفلام فلم أجد فى ابطالها ما يشبه ابطال الواقع
 ألم يعيش الكاتب معنا على نفس الكوكب ؟
لماذا يصنع خيالاً يهرب به و يجعلنا نترك واقعنا لنعيش معه فيه ثم نهوى سريعاً لنصطدم بالواقع بعد انتهاء الرواية ؟ 
أعرف مدى سوء الواقع الذى اصبح غير محتمل , لا ألوم أحداً ممن كتبوا و قرأت لهم ولا سألقى اللوم على واقعنا 
" وما أبرئ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربى إن ربى غفور رحيم"
.. وحدها نفسى هى من أهلكتنى و فى مغفرة الله أطمع , وحده الغفور الرحيم 
وحده الله من يحن على قلوبنا المستهلكة 
وحده الله يعلم كم نحن تائهون و كم أصبحت الحياة هى أصعب ما يمكننا فعله 
وحده الله يمهلنا ولا يهملنا , يرحم ضعفنا و عجزنا و قلة حيلتنا